- المُخَلِّصون
بعد موت يشوع، عصى الإسرائيليون الله ولم يطردوا بقية الكنعانيين أو يطيعوا شرائع الله. فبدأ الإسرائيليون بعبادة الآلهة الكنعانية بدلا من الله الواحد الحقيقي. ولم يكن لدى الاسرائيليون ملكاً، لذلك فعل الجميع ما كانوا يظنون أنه حقّ بالنسبة لهم.
ونتيجة لهذا العصيان، عاقبَ الله الإسرائيليين بالسماح لأعدائهم أن ينهزموهم. وكان هؤلاء الأعداء يسرقون الإسرائيليين، ويدمرون ممتلكاتهم، ويقتلون العديد منهم. وبعد سنوات عديدة، تاب الإسرائيليون وطلبوا من الله أن يخلِّصهم.
ثم أقام الله مخلصاً الذي أنقذهم من أعدائهم وأتى بالسلام إلى الأرض. ولكن بعد ذلك نسي الشعب الله وابتدأوا يعبدون الأصنام مرة أخرى. فلذلك سَمَحَ الله للمديانيين، وهي قبيلة قريبة من العدو، بأن يهزموهم.
فأخذوا كل محاصيل إسرائيل لمدة سبع سنوات. وكان الاسرائيليون خائفين جدا، فاختبأوا في الكهوف لكي لا يَجدَهم المديانيون. وأخيرا، صرخوا إلى الله ليُخَلِّصَهُم.
وفي أحد ألايام، كان رجل اسمه جدعون يحصد الحبوب سرّاً لكي لا يسرقها المديانيون. فجاء ملاك الله إلى جدعون، وقال: "الله مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ. اذهب وخلِّص إسرائيل من المديانيين".
فقال الله لجدعون أن يهدم صنم والده. وإذ كان جدعون يخافُ من الناس، لذلك انتظر حتى الليل. ثم هدم الصنم وقطَّعه قِطعاً. وبنى مذبحا لله حيث كان الصنم وقدم ذبيحة لله.
وفي صباح اليوم التالي رأى الشعب أن الصنم كان قد هُدِم، فغضبوا جدا. وذهبوا إلى بيت جدعون لقتله، ولكن والد جدعون قال لهم، "لماذا تحاولون أن تساعدوا آلهتكم؟ إذا كانت آلهة، فدعوها تحمي نفسها!" وهكذا تمّ إنقاذ جدعون.
ثم جاء المديانيون مرة أخرى لسرقة الإسرائيليين. وكان هناك الكثير منهم لدرجة لا يمكن عدَّهم. فدعا جدعون الإسرائيليين معا لمحاربتهم. وسأل جدعون الله لعلامتين ليكون على يقين من أن الله سيستخدمه لخلاص إسرائيل.
ففي البداية، وَضَعَ جَزَّةَ الصُّوفِ على الأرض وطلبَ من الله أن يسمحَ لندى الصباح أن يقع فقط على جَزَّة الصُّوفِ وليس على الأرض. ففعل الله ذلك. وفي الليلة التالية، طلبَ أن تكون الأرض رطبة ولكن جَزَّةَ الصُّوفِ جافة. وفعل الله ذلك أيضا.
وجاء 32،000 جندياً إسرائيلياً إلى جدعون، ولكن الله أخبره بأن هذا كثير جدا. فأرسل جدعون 22،000 إلى بيوتهم الذين كانوا خائفين جدا من القتال. وقال الله لجدعون إنه ما زال عدد الرجال كبيرا جدا. فأرسل جدعون جميعهم إلى بيوتهم بإستثناء 300 جندي.
وفي تلك الليلة قال الله لجدعون، "انزل الى معسكر المديانيين وعندما تسمع ما يقولون، فلن تعود خائفا"، فهكذا في تلك الليلة، نزل جدعون إلى المعسكر وسَمِعَ الجندي المديانيّ يُخَبِّرُ صاحِبَهُ عن حُلمٍ . فقال صاحِبُ الرجل، "هذا الحُلم يعني أن جدعون سيهزم مديان!" فسَجدَ جدعون لله.
ثم رَجَعَ جدعون إلى جنوده وأعطى كل واحد منهم بوقاً، وجرّة من الفخار، ومصباحاً. وحاصروا المكان الذي كان المديانيون نائمون فيه. وكان لدى الـ 300 رجل مصابيح في الجرارِ بحيث لا يمكن رؤيتها.
ثم، في نفس الوقت، كَسَّرُوا جميع الْجِرَار التي كانت تخبئ المصابيح. وضربوا بأبواقهم وصرخوا، وهتفوا "سَيْفٌ لِله وَلِجِدْعُونَ!"
وأربكَ الله المديانيين، وبالتالي هاجموا بعضهم البعض وقتلوا بعضهم البعض. وعلى الفور، تم استدعاء بقية إسرائيل من بيوتهم ليأتوا للمساعدة بمطاردة المديانيين. فقتلوا العديد منهم وطاردوا البقية منهم للخروج من أراضيهم. ومات في ذلك اليوم 120،000 من المديانيين. وخلَّص الله إسرائيل.
وأراد الشعب أن يجعلوا جدعون ملكهم. فرفض جدعون بحكمة عرضهم، ولكنه طلب منهم بعضاً من المال الذي أخذه كل واحد منهم من العدو. فحصل جدعون على مالٍ كثير.
ثم فعلَ جدعون أمراً غبياً. فقد صنعَ صنما بالمال، وتحول الناس بعيدا عن الله مرة أخرى. وبدأوا يعبدون صنم جدعون.
وعاقب الله إسرائيل مرة أخرى لأجل عبادة الأصنام. فهزمهم أعدائهم. وأخيراً طلبوا من الله ليساعدهم، فأرسل الله لهم مُخلِّصاً آخراً. وقد تكرر هذا النمط من الخطية، والعقاب، والتوبة، والخلاص عدة مرات. فأرسل الله العديد من المُخلِّصين الذين خلّصوا إسرائيل من أعدائهم.
وأخيرا، طلب الشعب من الله ملكاً مثلما كان لدى سائر الشعوب الأخرى. فأرادوا ملكاً مَنْ كان طويل القامة، وقوي، ويمكنه أن يقودهم في المعركة. فلم يعجب الله هذا الطلب، ولكنه أعطاهم ما أرادوا.
قصة الكتاب المقدس من: القضاة 1-3؛ 6-8