- الله يَعِدُ بالمسيا
جاء الوعد الأول لمجيء المسيا لآدم وحواء. فوَعَدَ الله بأنه من نسل حواء سيولد الذي سيسحق رأس الحيّة. فإن الحيّة التي خدعت حواء هي الشيطان. والوعد يعني أن المسيا الآتي سيهزم الشيطان تماما.
ووَعَدَ الله إبراهيم بأنّ من خلاله ستتبارك جميع فئات شعوب العالم. وكانت هذه البركة هي مجيء المسيا الذي سيُقَدِمُ في يوم من الأيام طريقة لخلاص جميع فئات الناس.
ووَعَدَ الله موسى بأنّه سيقيم نبياً آخراً مثل موسى. وكانت هذه إشارة أخرى إلى مجيء المسيا.
ووَعَدَ الله داود أن المسيا سيكون واحداً من نسل داود نفسه.
ومن خلال إرميا النبي، وَعَدَ الله أنه سيقيم عهداً جديداً، ولكن ليس كعهد الله مع إسرائيل. ففي العهد الجديد، سيكتب الله ناموسه على قلوب الناس، وسيعرفون الناس الله، وسيكونون له شعباً، والله سيغفر خطاياهم. وسيفتتح المسيا العهد الجديد.
إن المسيا الآتي سيكون نبياً، وكاهناً، وملكاً. فالنبي هو الشخص الذي يسمع كلام الله ثم يُعلِنُ كلمة الله إلى الناس. والمسيا الآتي سيكون النبي الكامل.
والكاهنُ هو الشخص الذي يُقدِّمُ الذبائح إلى الله نيابة عن الشعب لِتُغفَرَ خطاياهم. والكهنة أيضا يُصلّون إلى الله من أجل الشعب. والمسيا الآتي سيكون رئيس الكهنة الذي سيُقدِّمُ نفسه كذبيحة كاملة لله.
والملكُ هو الشخص الذي يَحكُمُ المملكة ويقضي للشعب. والمسيا الآتي سيكون الملك الكامل الذي سيَجلِسُ على عرش سلفِهِ داود، وسيَملُكُ على العالم كله إلى الأبد، ويَقضي بالنزاهة ويَتَخِذُ القرار الصحيح في كل مرة.
وقد تنبأ الأنبياء بولادة المسيا الآتي. فتنبأ ملاخي أن نبياً عظيماً سيأتي قبل مجيء المسيا. وتنبأ إشعياء بأن المسيا سيُولَدُ من عذراءٍ. وقال ميخا إنَّه سيُولَدُ في بلدة بيت لحمٍ.
وأيضا تنبأ الأنبياء عن خدمة المسيا. فقال إشعياء إنَّه سيَعيشُ في الجليل، وسيَشفي مُنكسريّ القلوب، ويُنادي للمأسورين بالحرية، وللسجناء بالإطلاق. وتنبأ أيضا أنَّ المسيا سيَشفي المرضى، بما في ذلك أولئك الذين لا يُمكنهم أن يَسمعوا، أو يَروا، أو يَتكلموا، أو يَمشوا.
إشعياء تنبأ بأن المسيح سوف يكره دون سبب ورفض. المزامير تنبأ المسيح في أن الناس مقامرة لثيابه، وقال انه سيكون خيانة من قبل صديق. (المزامير هي الأغاني العبادة اليهودية في الكتاب المقدس.) زكريا تنبأ بأن صديق ستدفع ثلاثين قطعة من الفضة لخيانته له.
كما أخبرَ الأنبياء عن كيفية موت المسيا. فتنبأ إشعياء بأنَّ المسيا سَيُبصَقُ عليه، ويُستَهزأُ بِه، ويُضرَبُ. وثم سيَتمُ ثقبَهُ وتَعليقَهُ على خشبةٍ حيثُ سيَموتُ.
فالمسيا سيكون كاملاً، وبلا خطية. وسيَموتُ لينال عِقابَ خطية الناس الآخرين. وسيَجلبُ عِقابَهُ السلام بين الله والناس. لهذا السبب، يُسَرُّ الله بِسَحقِ المسيا.
وليس فقط أنَّ المسيا سيَموتُ، ولكن تَنبأ الأنبياءُ بأنَّ الله سيُقيمُهُ من بين الأموات. فمن خلال موت المسيا وقيامته، يُكمِلُ الله خِطتهُ للخلاص ويبدأُ العهد الجديد.
وقد أظهرَ اللهُ للأنبياء أموراً كثيرة عن مجيء المسيا، والمسيا لم يكن قد أتى بعد. فبعد أكثر من 400 عام من إعطاء آخر هذه النبوءات، وعندما كان الوقتُ مُناسباً، أرسل الله المسيا إلى العالم.
إشعياء 1:9-7؛ 3:35-5؛ 61 ؛ 53 ؛ مزمور 18:22؛ 19:35؛ 4:69؛ 9:41؛ زكريا 12:11-13؛ إشعياء 6:50، مزمور 10:16-11