- عهد الله مع داود
كان شاول أول ملك لإسرائيل. وكان طويل القامة ووسيم، تماما مثلما أرادَ الشعب. وفي البداية كان شاول يعمل حسناً، ولكنه أصبح رجلاً شريراً لم يطع الله، لذلك اختار الله رجلا آخراً ليكون ملكا عوضاً عنه.
وكان اسم هذا الرجل داود. وكان راعيا. وبينما كان يراقب الخراف، قتل داود كُلاُ من الأسد والدب الذان هاجما الأغنام. وكان داود أيضا رجلأ متواضعاً وباراً الذي وثق بالله وأطاعه.
وأيضا كان داود جندياً عظيماً وقائداً. وعندما كان داود لا يزال شابا، حارب ضدّ عملاق اسْمُهُ جُلْيَات. كان جُلْيَات جندياً مُدرباً وقوياً جدا، وطوله تقريبا ثلاثة أمتار! ولكن الله ساعد داود على قتل جُلْيَات وخلاص إسرائيل.
أصبح شاول غيورا من داود وحاول في كثير من الأحيان قتله. وفي أحد الأيام كان شاول يبحث عن داود ليتمكن من قتله. ودخلَ شاول في نفس المغارة التي كان يختبئ فيها داود. فبدلا من قتل شاول، قطعَ داود قطعة من ثيابه ليُثبت لشاول أنّه لن يقتله ليصبح ملكا.
في نهاية المطاف، مات شاول في معركة، وأصبح داود ملكاً لإسرائيل. وكان ملكاً صالحا، وأحبَّهُ الشعب. وبارك الله داود وجعله ناجحاً. وخاض داود العديد من المعارك ومنحه الله النصر. واحتل داود أورشليم وجعلها عاصمة له. وخلال مُلك داود، أصبحت إسرائيل قوية وغنية.
وأراد داود بناء هيكلا حيث يمكن للجميع أن يعبدوا الله ويقدموا له الذبائح. ولنحو 400 سنة، كان الناس يعبدون الله ويقدمون له الذبائح في خيمة الاجتماع التي كان قد بناها موسى.
أرسل الله النبي ناثان إلى داود مع هذه الرسالة، "لأنك رجل حرب، فلن تبني لي هذا البيت، بل ابنك. ولكني، سأباركك كثيرا. وسيجلس واحدٌ من عائلتك دائما على عرش إسرائيل. وسيكون المسيا واحداً من نسلك!" المسيا هو مُختار الله الوحيد الذي سيخلص العالم من الخطية.
ولما سَمِعَ داود هذه الكلمات، شكر على الفور، وسبَّحَ الله لأنه كان قد وَعدَ داود بشرفٍ عظيمٍ وبركاتٍ كثيرةٍ. وكان على الإسرائيليين أن ينتظروا وقتا طويلا قبل أن يأتي المسيا، تقريبا 1000 سنة.
وحكمَ داود بالعدل والإخلاص لسنوات عديدة، والله باركه. ومع ذلك، في نهاية حياته أخطأ بشكل فظيع أمام الله.
وفي أحد الأيام، عندما كان كل جنوده يقاتلون في الخارج، قامَ داود من قيلولة بعد الظهر، ورأى امْرَأَةً جَمِيلَةً تَسْتَحِمُّ. كان اسمها بَثْشَبَع.
فبدلاً من النظر بعيدا، أرسل داود أحداً ما ليُحضِرَها له. فنام معها وأرجعها إلى بيتها. وبعد فترة قصيرة أرسلت بَثْشَبَع برسالة إلى داود قائلة إنها حامل.
وكان زوجها، أُورِيَّا، واحداً من أفضل جنود داود. فدعا داود أُورِيَّا للعودة من المعركة وطلب منه أن يذهب ليكون مع زوجته. ولكن أُورِيَّا رفضَ الذهاب إلى البيت في حين أن بقية الجنود كانوا في المعركة. فأرسلَ داود أُورِيَّا ليعود إلى المعركة وقد وَضَعَهُ في المكان الذي فيه كان العدو هو الأقوى لكي يُقتل.
فبعد قتل أُورِيَّا، تزوَّج داود بَثْشَبَعَ. وبعد ذلك، أنجبت إبنا. ولم يكن الله راضيا عمّا قد فعله داود، لذلك أرسلَ النبي ناثان ليُظهرَ لداود خطيته. فتاب داود عن خطيته وغفرَ له الله. وأما بقية حياته، فقد وثِقَ داود بالله، حتى في الأوقات الصعبة.
ولكن عقابا له على خطيته، مات طفلَ داود. وكان هناك أيضا مشاجرات في عائلة داود بقية حياته، وضعفت قوة داود إلى حد كبير. وبالرغم من أن داود كان غير أمين لله، إلا أن الله كان لا يزال أميناً لوعوده. فقد وَلَدَت بَثْشَبَع إبناً آخراً اسمه سليمان.
قصة الكتاب المقدس من: 1 صموئيل 10؛ 15-19؛ 24؛ 31؛ 2 صموئيل 5 ؛ 7 ؛ 11-12